الجمعة، 14 ديسمبر 2012

تعرفي على أسرار رائحة الفم المنعشة


كوني أنثى - تعرفي على أسرار رائحة الفم المنعشة

الحلول المتوافرة للقضاء على رائحة الفم الكريهة قليلة، مع ذلك يساعد بعض الإجراءات البسيطة في الحد من هذه المشكلة. تكمن المشكلة الكبرى في هذه الحالة في أن الشخص المعني لا يعرف غالباً أنه يصدر رائحة كريهة، في حين يلاحظها الآخرون. لكن هذه الظاهرة مبررة، لأن الخلايا المسؤولة عن حاسة الشم لدينا والواقعة في الأنف تعتاد أي رائحة كريهة إن كانت تنبعث بانتظام وتفقد بالتالي القدرة على التعرّف إليها. من هنا تبرز ضرورة الوثوق بالآخرين.

لا شك في أنه من المحرج جداً أن يضطر المرء إلى إخبار زميله في العمل، أو البائع، أو صديقه بأن رائحة نفسه كريهة، إذ يبدو وكأنه يمس بنظافة المرء الشخصية، وهذا أمر جارح ومزعج في آن. لذلك من المستحسن معالجة رائحة النفس الكريهة قبل أن يُضطر الآخرون إلى الاعتراف لنا بذلك.

أسباب

تستمر عملية الهضم خلال النوم، لكن إفراز اللعاب يتوقّف خلال الليل. لذلك غالباً ما يؤدي ركود اللعاب في الفم فضلاً عن مخلّفات الطعام المتبقية من المساء الفائت إلى انبعاث رائحة نفس كريهة. من هنا تبرز أهمية تنظيف الأسنان قبل الخلود إلى النوم وتجديد العملية عند الاستيقاظ.

إضافة إلى ذلك، ثمة أسباب كثيرة لرائحة النفس الكريهة، من بينها المرتبطة بالجهاز الهضمي أو بالأسنان أو باللثة وغيرها...

الجهاز الهضمي

المعدة محكمة السد ولا يرتد الطعام منها إلى الأعلى إلا إن كانت «غير مكتملة»، تلك هي حالة الرضّع الذين ننتظر تجشؤهم قبل وضعهم في السرير.

أحياناً، يخلّف بعض الأطعمة مثل البصل، الثوم، الجبن وغيرها رائحة نفس عابرة. لذلك يكفي تناول بعض البيكاربونات أو مسهل للهضم كي تنتهي المشكلة. كذلك قد نستيقظ بلعاب كثيف على لساننا، مؤشر إلى رائحة نفس كريهة، بعد أمسية غنية بمأكولات دسمة ومبهّرة، لكن ذلك يختفي عموماً في اليوم التالي.

من جهة أخرى، نتحدث أيضاً عن رائحة نفس «نتنة» تُعزى إلى حموضة في الأمعاء تسبب ارتداداً لحامض المعدة وتخلّف رائحة بغيضة في الفم. تطاول هذه المشكلة البالغين، لا سيما أولئك الذي يعانون فتقاً في المعدة، أو قرحة، وأيضاً الأطفال، وتسبب أيضاً غثياناً لدى المرضى. في هذه الحالة، لا يوجد حل بسيط لهذه المشكلة، إذ لا بد من تناول أدوية مضادة للحموضة يصفها الطبيب. ومن هنا ضرورة استشارة هذا الأخير.

الأسنان والأنف والأذن والحنجرة

- التسوّس، عدم تنظيف الأسنان، والتهاب اللثّة كلّها من الأسباب الجوهرية وراء هذه المشكلة. لذلك يجب اتّخاذ الإجراءات المناسبة فوراً، لأن هذه الحالة قد تتحوّل إلى ألم حقيقي في الأسنان وتؤدّي إلى ظهور خرّاج.

عدم الاعتناء بالنظافة الشخصية مشكلة حقيقية، لا سيما إن كانت أسناننا مجوّفة ولم نعمد إلى رصرصتها. فتتجمع الأطعمة، حتّى بكميات صغيرة، في فجوات الأسنان وتبدأ بإصدار رائحة كريهة. ولا ينتهي الأمر إلا بمشكلة في الأسنان واستشارة الطبيب على إثرها.

- خارج الأسنان، الفم مليء بالجراثيم وقد نعاني بالصدفة من إصابة لا ترتبط بالضرورة بالأسنان إنما لديها نتائج مماثلة. حذار إذن من التهاب اللوزتين أو التهابات من نوع التهاب اللثة أو التهاب الأنسجة الداعمة.

- أمّا في ما يخص مشاكل الأذن، الأنف، والحنجرة، فهي لا تتضمن الفم فحسب إنما أيضاً الأنف. على نحو غريب، قد يؤدي التهاب الأنف المزمن، لدى من يعانون حساسيةً مثلاً، إلى رائحة نفس كريهة مع مرور الزمن، كذلك الأمر بالنسبة إلى التهاب الجيوب الأنفية المزمن.

- كذلك قد تتسبب مشكلة على مستوى اللوزتين برائحة نفس كريهة بسبب عطن غير اعتيادي فيها. لذلك يُحتمل تنظيفهما وفي بعض الحالات استئصالهما.

أسباب أخرى

- قد تطرأ مشاكل في رائحة النفس نتيجة تناول بعض الأدوية مثل المهدّئات، الأدوية المضادة للاكتئاب، ومعيقات البيتا. لذا يجب التحقق من هذه المشكلة بمساعدة الطبيب.

- قد يكون النظام الغني بالبروتينات أحد أسباب النفس الكريه، ذلك بسبب جفاف الفم. يستنفد الجسم المواد الدهنية، إنما يخلّف أوساخاً حمضية قد تكون خطيرة، من هنا ضرورة شرب ليتر ونصف الليتر من المياه على الأقل يومياً.

- يشير بعض الأطباء أيضاً إلى الإجهاد كسبب محتمل لرائحة النفس الكريهة، لكن من الصعب الاشتباه بهذا العامل مباشرةً. مع ذلك، قد يكون للإجهاد تأثير على إفراز اللعاب، ما يزيد معدّل الجراثيم في الفم، ويؤدي إلى تظهر قرحات فموية.

- الفتق الحجابي: ترتبط هذه المشكلة بالمعدة مع ظهور فتق فيها بمعنى أن جزءاً من المعدة يبرز ضمن جوف الصدر عبر فتحة المريء في الحجاب الحاجز. يكون السبب غالباً تشوّهاً خَلقياً (منذ الولادة)، لكن قد يُعزى أيضاً إلى صدمة أو حادث. هذا الفتق ظاهرة شائعة تؤدي إلى ارتداد أحماض المعدة، عارض يترافق عادةً مع إحساس بالحريق، آلام في المعدة، وفي بعض الأحيان تقيؤ دم. وأحياناً يترافق النفس الكريه مع سلسلة من العوارض. يُذكَر أن بعض البدينين يقع ضحيةً لهذه المشكلة ولا شك في أن الحل الأولي يقضي باتّباع نظام غذائي منحّف.

- السفاد (أو داء المبيضات): السفاد الفموي عبارة عن عدوى فطرية ناجمة عن فطر يستقر في الغشاء المخاطي للفم. لعلّنا نعيش مع فطريات كثيرة من دون مشاكل، لكن في بعض الأحيان تتطوّر بشكل سيئ. تهاجم المبيضة البيضاء فمنا من الداخل، وقد تمكث فيه عادةً من دون التسبب برائحة نفس كريهة، لكن في بعض الحالات قد يخل هذا الفطر بتوازن البكتيريا الطبيعية في الفم.

يطرأ الفساد حين نضع جهازاً لتقويم للأسنان، أو عند تناول المضادات الحيوية، أو لدى المصابين بالسكّري. قد يكون للتدخين، جفاف الفم، أو تناول أدوية ضد السرطان أو الاكتئاب أيضاً دور في ذلك. تتجلّى عوارضه في ظهور مادة بيضاء تغطّي كامل الفم تقريباً. يجب بالتالي معالجة هذه المشكلة بواسطة غسول الفم وعلاج بالأدوية.

التدخين: من الواضح بأن التدخين يخلّف رائحة قوية في الفم تبقى مشبّعة إلى حد ما بسبب التدخين المنتظم. في هذه الحالة أيضاً، يجب استخدام غسول الفم وتنظيف الأسنان بانتظام لإزالة الرائحة.

يُشار إلى أن خطر الإصابة بالتهاب في الأنسجة الداعمة أكبر بأربعة أضعاف لدى المدخنين مقارنةً بغير المدخنين. أمّا في ما يخص التهاب اللثة، فتنشط جراثيم الأسنان أكثر لدى المدخنين من دون إمكان ملاحظة أي التهاب. بما أن النيكوتين يطلق الأدرينالين الذي يبطئ الدورة الدموية، نادراً ما يحدث نزيف وقد يستمر الالتهاب في التطوّر من دون ملاحظته.

فضلاً عن ذلك، يجفف التدخين الفم عبر الحرارة المنبعثة، ما يقلل كمية اللعاب المفرزة. لذلك يجب الانتظار لمدّة ستة أشهر بعد الإقلاع عن التدخين ليعود إفراز اللعاب إلى مستواه الطبيعي.

علاج

من الضروري مهاجمة أساس المشكلة وليس رائحة النفس الكريهة فحسب. في هذا الإطار، يجب استشارة الطبيب العام، طبيب الأسنان، وطبيب الأنف، الأذن، والحنجرة القادرين على كشف السبب ووصف العلاج المناسب.

فضلاً عن ذلك، من المهم إضافة إجراءات تعالج النفس الكريه بشكل مباشر:

- استخدام غسول للفم بانتظام.

- تجنّب التدخين.

- تجنّب المأكولات التي تخلّف رائحة قوية (مثل الثوم).

- تنظيف الأسنان ثلاث مرّات يومياً.

- تنظيف اللسان.

- استخدام خيط الأسنان.

- مراقبة حالة اللثة.

- القيام بزيارة سنوية وقائية لطبيب الأسنان والخضوع لجلسة إزالة الجير كل ستّة أشهر.

- مص سكاكر بنهكة النعناع.

- تنظيف أجهزة تقويم الأسنان بعناية صغاراً كنّا أم كباراً.

- التمخيط عند الحاجة.

- شرب الماء بانتظام لإزالة الجراثيم.

إن لم تختف رائحة النفس الكريهة، لا بد من استشارة الطبيب مجدداً لمعرفة السبب الحقيقي وراء المشكلة.

حالة خاصة

يشتكي البعض من رائحة نفس كريهة في حين أن محيطهم لا يلاحظ ذلك. هذا ما يسمّى بالنفس الكريه المزيّف. في هذه الحالة، ينتاب القلق الشخص الذي يعتقد بأنه يعاني هذه المشكلة إلى أن يصبح الأمر هوساً حقيقياً: رهاب النفس الكريه.

يميل هؤلاء الأشخاص بالتالي إلى الانطواء على أنفسهم، ولا يجرأون على التعبير عن ذاتهم، ويشهدون معاناةً بكل معنى الكلمة. لذلك عليهم التحرّك لإيجاد حل عبر استشارة طبيب نفسي.

حيل بسيطة

مضغ البقدونس

يحتوي هذا النبات، الذي يشتهر منذ القدم بخصائصه المميزة، على مواد كحولية عطرية تسمح بالقضاء على بعض المركّبات المسؤولة عن رائحة النفس الكريهة.

تحقق من النفس

بما أن الأنف معتاد على الروائح، تقضي أفضل طريقة بلعق قبضة اليد وشمّها بعد ثوان. كذلك نستطيع نفخ الهواء من فمنا على اليدين لشمّهما لاحقاً.

تناول التفاح

عبر تناول الفاكهة، نحافظ على رطوبة فمنا. يحفّز بالتالي قضم التفاح إفراز اللعاب، فيدخل الأكسجين إلى فمنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق