الاثنين، 3 ديسمبر 2012

المرأة والساطور


منذ ميلاد البشرية، يخبرنا التاريخ دوماً قصتين مختلفتين عن دور المرأة في الحياة كما نعيشها، هناك قصة بطلتها حسناء رقيقة هشة، يهيم بها الأمير الشجاع، وينقذها من التنانين والوحوش والساحرات الشريرات، وهناك قصة المرأة الداهية أو نذير الشؤم، التي تتسبب في تدمير حياة البطل الهمام، الذي شاء قدره أن يضعه في بؤرة اهتمامها، أو في طريق هدف تسعى هي إليه، من النوع الأول تخبرنا القصص والروايات عن سندريللا والجميلة النائمة وفاتن حمامة وشادية وماجدة في كل أفلامهن، ومن النوع الثاني سنجد «دليلة» التي دمرت حياة «شمشون»، حين اقترحت ببراءة أن شكله سيكون ألطف إن قص شعره على طريقة «كابوريا»، و«سالومي» التي استغلت فرصة عدم وجود راقصات محترفات في زمنها، لتحصل على رأس نبي على طبق من ذهب نظير هزة أو هزتين، بالإضافة لـ«كيت وينسليت»، التي أصرت على التشبث بقطعة الخشب الطافية بعد غرق تايتنك على الرغم من إثبات العلماء بالدليل القاطع أن المكان كان ليتسع لها ولـ«ليناردو دي كابريو»، لكن الفتاة الناصحة غسلت للمسكين عقله، وأقنعته بأن يموت ببطء هاوياً لقاع المحيط كأية صخرة بائسة تحترم نفسها، تطورت تلك النوعية على مر التاريخ من مجرد داهية تشير وتوجه من بعيد أو تتواجد كنذير شؤم، لتتسبب في مأساة مدوية إلى أداة تصنع بيدها تلك المأساة، دخلنا مرحلة المرأة القاتلة، تقتل بلا أدوات تذكر كما فعلت «الخيزران» أم الخليفة الهادي حين ألقت بثقلها فوقه لتخنقه فيموت كما تخبرنا بعض الروايات، أو بأدوات بدائية كما فعلت أم علي ضرة الملكة شجر الدر التي استغلت أدوات بيئتها فأنهت حياة غريمتها ضرباً بالقاباقيب، وصولاً لمرحلة الساطور، كما فعلن نساء تسعينات القرن الماضي، حيث قطعت كل منهن زوجها إلى قطع صغيرة ثم وضعتها في أكياس بلاستيكية حفاظاً عليه من الرطوبة ونزلات البرد ، المهم أن كلاً من قصص الحقيقة والخيال تنصحنا باختصار أن «شيرشيه لا فام» أو أن نفتش عن المرأة خلف كل حادثة أو منعطف في التاريخ تسبب في مأساة إغريقية لرجل ما، لكنها تخبرنا أيضا أن «كيدهن عظيم» وأن أياً كان ما تريده المرأة فستجد حتماً طريقه للتنفيذ، يمكنك أن تدعمها أو تساعدها أو حتى تقف لتتابع ما تفعله وتتعلم دروس الكيد والدهاء والمثابرة حتى الوصول للهدف من بعيد، أياً كان ما ستختار عزيزي الرجل أن تفعل، فلا تختار أبداً أن تقف في طريقها، أو في طريق تحقيقها لما تريد، وخاصة إن كنت على علم بأنها قد قامت مؤخراً بشحذ ساطورها القديم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق