الثلاثاء، 8 يناير 2013

زوجتي تحب الروتين وتكره التطوير




زوجتي لا تحب التطوير وأنا شاب ملتزم والحمد لله ومتزوج ولي ثلاثة أولاد وأعمل في شركة كبيرة ودخلي المالي كبير والحمد لله، ولكن مشكلتي مع زوجتي أنها لا تريد أن تفهمني, فأنا أريد منها أن تكون مثقفة وعندها رغبة في التغير والتطوير في الحياة في الطعام والملبس وتربية الأولاد وتزين البيت ولكنها تكره التجديد, وقد وفرت لها كل الوسائل والإمكانات واتخذت معها كل وسائل النصح والإرشاد والموعظة والتهديد بالزواج؛ لأن ما أطلبه حقي ولا أريد أن أتزوج عليها لأسباب قد تظن هي أنها تافهة ولكنها عندي كبيرة، وخصوصًا عندما أذهب عند أي زميل لي أقل مني ماديًّا وأرى بيته منظمًا وأولاده ملابسهم حسنة وزوجته تقوم معنا بكرم الضيافة فيحز في نفسي، وأقول ماذا ينقص زوجتي حتى تكون كذلك والمشكلة الكبرى لزوجتي وكثير من أصحابي يعتبرها أنها نعمة وهي أنها لا تستشير أحدًا من أهلها أو أصحابها في أي مشكلة تواجهها فأخبروني ماذا أفعل؟
الأخ الفاضل:
إن تغيير الموروثات الاجتماعية والثقافية عملية معقدة تتطلب مجهودًا كبيرًا من الإقناع والتفاهم والصبر والحب حتى يتم الانسجام والتوافق فالحياة الزوجية لا تسير ولا تستمر في سلاسة إلا إذا كان هناك الكثير من التفاهم.

اليكم الفيديو

وأذكرك بكلمات أستعيرها من الشيخ الكبير محمد حسان إذ يقول إن سفينة الحياة الزوجية التي تخوض في بحر الحياة بسكينة وهدوء يقودها حتمًا زوج صالح وتقف وراءه وإلى جانبه في آن واحد زوجة صالحة عاقلة قد عرفت حق الله وحق نبيه وحق زوجها.

ولا ننسي ما يقوله أحد الصالحين: "قول الرجل لامرأته إني أحبك لا يذهب من قلبها أبدًا" ولذلك أنصحك أيها الأخ الكريم أولاً بأن تراجع علاقتك مع الله عز وجل "إني لا أعرف حالي مع ربي من خلق دابتي وخلق امرأتي" فانظر إلى حالك مع الله بصدق وأكثر من الاستغفار.

ثم عليك بمفتاح تحقيق الأماني إلا وهو الدعاء فالح في الدعاء إلى الله عز وجل أن يصلح من حال زوجتك ويرزقكما التفاهم والانسجام وييسر لها استيعاب المرحلة التي تعيشونها فلتعي أخي الكريم أن حل المشكلة ليس في تقييم الأمر، ولكن فعلاً يجد بعض الناس صعوبة في التأقلم على نوعية حياة جديدة وعادات جديدة وهنا الحل يكمن في الصبر والهدوء ثم عليك بأخذ المبادرة من نفسك فإن زوجتك قد لا تعرف كيف تتطور أو تجد صعوبة في تنفيذ ذلك لذا فلتأخذ أنت بزمام المبادرة وشارك أهلك في شأن البيت بمقترح هنا ومقترح هناك وفكرة هنا وفكرة هناك فهذا لاشك يعطيها دعمًا معنويًّا في تقبل الأمر فاشتري مثلاً فازة جميلة وتشاور معها في مكان وضعها وبالغ في إشعارها بمدى التغيير الذي أحدثته في شكل البيت ومدي سعادتك بذلك، ثم حفزها بالكلمة الطيبة أو بهدية جميلة وأشعرها أنها قادرة على أن يكون بيتها من أجمل وأنظف البيوت وتجنب كلمات التعجيز والتحقير "أنت مهملة، أنت يستحيل أن يتبدل وضعك أبدًا" فهذا يعطي رسائل سلبية ويشعرها بصعوبة أكثر في التأقلم مع التغيير وأبدل هذه الكلمات بابتسامة كلما رأيت مالاً يسرك وتذكر قول الشاعر:
من ذا الذي ما ساء فقط           ومن منا له الحسنى فقط

ثم بعد الابتسامة ليكن النصح والإرشاد بهدوء ومحبة، ثم أخي الفاضل هناك الكثير من الدورات وهي متوفرة في كل مكان لتعليم فن التعامل الإيتكيت- المهارات المنزلية- تزيين البيت- التعامل مع الأطفال وغير ذلك مما ترى أنه ينفعها ويدفعها إلى الأمام واحرص على أن تبدأ دائمًا قبل النصيحة بذكر إيجابيات زوجتك والأشياء التي تتفوق فيها وليكن مرشدك حديث النبي صلى الله عليه وسلم:  واحرص على الابتعاد عن صيغة الأمر، وتذكر أن الرجل له القوامة في البيت وما ذكر سابقًا جزء من القوامة فهي ليست حق الطاعة لك وتسيير شئون البيت فقط فالاعوجاج في المرأة لابد من مسايرته والصبر عليه، وقد قال الدهلوي عن سلوك الزوج تجاه هذا العوج وكونه لازمًا للنساء فقال لابد أن يتجاوز عن محقرات الأمور ويكظم الغيظ فيما يجده خلاف هواه.

وأخيرًا فاني أنصحك أن تجد امرأة من أهلها أو أصدقائها أو زوجات أصدقائك تكون مقبولة عندها وتثق بها فتكلفها أن تساعدها بطريقة غير مباشرة في تحسين ما تشكو منه، كأن تشير عليها مكان تشتري منه ملابس الأولاد أو تعطيها فكرة في ترتيب البيت أو في زينتها أو يجد غير ذلك مما تشكو منه وتعانيه وإذا فعلت هذا كله ولم تشعر بتحسن فلابد من وجود مرجع ترجعان إليه معًا يعرض كل منكما مشكلته وحلها من وجهة نظره لعل الأمور تتقارب بإذن الله.

وكلمة أخيرة أوجهها إلى زوجتك العزيزة وأقول لها:
سيدتي الفاضلة....،" وهي التي تأبي أن ترى زوجها غير راض عنها وتعود عن الأمر الذي أغضبه واذكري أيضًا الجملة الخطيرة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم عن الزوج فانظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك، وأخيرًا أذكرك بقول الله تعالى: "(الأنبياء: من الآية 35).

فأنت سيدتي في فتنة الخير قد منَّ الله عليك بزوج وسع الله عليه رزقه يرغب في أن يرى زوجته الحبيبة في أجمل حال وأولاده الأحباء من أفضل الأولاد مسلكًا ومظهرًا وبيته الدافئ في أبهى منظر فلا تحرميه من ذلك، وتذكري أن جهاد المرأة حسن التبعل فاحرصي على أن تتعلمي ما يسعد زوجك ويثري حياتكما ويديم الحب في هذا البيت الصغير.

 واعلمي أن الله يحب أن يرى نعمته وأثرها على عبده كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فأخلصي نيتك على هذا الأساس واجمعي مع هذه النية أيضًا زوجك واستقرار أسرتك واستعيني بمن يعلمك ما تحتاجين ولو حتى بالبحث عنه باستخدام الإنترنت إذا لم تجد من يعينك في ذلك.

أسأل الله عزو جل أن يفك كربكما ويجمع بينكما بالحب والمودة والسكينة والرحمة اللهم اجعلنا ممن دعاك فأجبته وتوكل عليك فكفيته واستهداك فهديته واستنصرك فنصرته إنك على كل شيء قدير، اللهم آمين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق