الاثنين، 24 ديسمبر 2012

أحسد زوجتي على نجاحها


كوني أنثى - أحسد زوجتي على نجاحها

الزوجة الشهيرة في نظر زوجها المتفتح يعد تكريما له لأنه هو الذي اختارها وهو الذي ساعدها على الوصول لهذه الشهرة

ساندتها ومهدت أمامها كل الطرق واليوم لا أعرف لما يزعجني تفوقها، فلست أقبل القيام بدور الكومبارس ولن اسمح لها أن تجعلني زوج الست.
طموح بلا حدود
حين تزوجنا كنت أستعد للالتحاق ببعثة علمية بأمريكا وتمكنت زوجتي ذات الدراسة المتوسطة من إقناعي بأن بقائها في المنزل طوال النهار أمر مستحيل، فسمحت لها بالالتحاق بدورات لتعلم اللغة، لكن طموحها لم يقف عند ذلك بل أنها خلال فترة دراستي العلمية استطاعت إنهاء دراستها الجامعية، وعندما عدنا للوطن بدأت دراساتها العليا وحصلت على الدكتوراه وصارت نجما ساطعا في مجالها تظهر على شاشات التلفزيون وتدعى للمؤتمرات الدولية والعربية.

ومازالت أساندها في كل قرار تتخذه، وأكون عوناً لها.
تقلقني أسفارها الكثيرة رغم ثقتي بها، وأدرك أني أهم ما في حياتها، ولم أشعر بلحظة ندم لما فعلته من أجلها فأنا أؤمن بقدرات المرأة بالفعل ولكني أخشى أن أصغر في عينيها، لكثرة ما ترى من رجال مهمين.
وعندما انفرد بنفسي حين اشعر ببعض الضيق أتساءل ماذا دهاني؟ ولماذا يصيبني الضيق من شهرة زوجتي؟ الست أنا الذي فتحت لها الطريق وساعدتها على السير فيه، لماذا انكمش عندما اسمع احد طلابها يقول: هذا زوج الدكتورة ! انه وضع لا يريحني ولابد أن أصارحها به عندما يكون لديها وقت للحديث معي، فقد زادت مشاغلها إلى درجة لم نعد نجد الوقت للنقاش.
هو سر نجاحي
منذ فترة وأنا أفكر في ضرورة أن نستعيد أنا وزوجي المساحة الحميمة التي تكاد تتواري وراء كثرة انشغالاتنا لكني لا أجد الوقت المناسب لكي اعتذر له عن كثرة أسفاري لكي التزم بتعويضه عما فات، فلم يكن زوجي مثل غيره من الرجال، انه واسع الأفق يؤمن بقدرات المرأة بالفعل ، فهو ساعدني منذ بداية زوجنا ولا يزال على تحقيق ذاتي والسعي وراء طموحي الذي اشعر بالرضا والفخر عما أنجزته خلال فترة زواجنا، ومع هذا لم يأخذني عملي من واجباتي تجاه زوجي ولا من رعايتي لأولادي ، فعندما يسألني الصحافيين عن كيفية الجمع بين هذا وذاك أقول بابتسامة عريضة ( لولا مساعدة زوجي لما بلغت هذه المرتبة انه أستاذي الأول في الحياة).

صحيح أن وقت الجلسات العائلية صار وجيزا، ولعل ذلك عائدا إلى التعود والملل الذي يصيب أي حياة مشتركة بعد سنوات من العيش تحت سقف واحد، لكن زوجي رجل صبور وهو يحبني ولا شك انه يتفهم وضعي ويشعر بسعادة لان زوجته صارت وجها اجتماعيا شهيرا.

 الزوجة الشهيرة في نظر زوجها المتفتح يعد تكريما له لأنه هو الذي اختارها وهو الذي ساعدها على الوصول لهذه الشهرة، ورغم أن مصطلح " ارفض أن أكون زوج الست " منتشر في عالمنا العربي إلا أن الأصل هو أن المرأة لها استقلاليتها واسمها العائلي حتى بعد الزواج بخلاف الوضع في الغرب التي تنتسب الزوجة لعائلة زوجها. وكل ما هو مطلوب من الزوجين أن يجداً وقتاً أطول للتحاور والتقارب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق