الجمعة، 7 ديسمبر 2012

الشيخ كشك.. صاحب دعوة و''عدو أمن الدولة''

الشيخ كشك.. صاحب دعوة و''عدو أمن الدولة''


كان عندما يقف لإمامة المصلين في صلاة الفجر يقول ''اللهم صلي على الصف الثاني، والثالث، والرابع'' فقيل له ''والصف الأول يا شيخ'' فقال ''دا كله مباحث يا إخوّانا ''، عاش حياته مدافعا عن الحق، لا يخشى فيه لومة لائم، عدوه الأول سلطان جائر وعبد خضع لهذا السلطان.
الشيخ عبد الحميد كشك، العالم والداعية الإسلامي الراحل، المولود في 1930 بمحافظة البحيرة مركز شبراخيت، عانى الشيخ ''كف البصر'' في سن صغيرة، وحفظ القرآن قبل أن يكمل عامه العاشر، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية القريبة من محافظته، ورغم كف بصره إلا أنه تفوق في دراسته الثانوية، ودخل كلية ''أصول الدين'' بجامعة الأزهر، ليتخرج فيها و يعمل معيدا بها نهاية فترة الخمسينات.
حصل على إجازة التدريس، ومثّل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961، كما عمل إماما وخطيبا بعده مساجد، إلى أن تولى إمامة إحدى المساجد بمنطقة ''حدائق القبة''، ومنه انطلقت أكثر خطب ''الشيخ كشك'' لأكثر من عشرين عاما، وهو المسجد المعروف باسمه حتى اليوم.
انصرف ''الشيخ كشك'' عن مهنة التدريس، ورأى منطلق رسالته من المنابر؛ حيث الرسالة عامة وشاملة للجميع، لطالب العلم وللشيخ، لصاحب التعليم البسيط وللمتبحر في علوم الشريعة والقرآن، إلا أن ''لسانه'' لم يتوقف عند حد شرح العلوم، ووصل حتى مهاجمة سقطات رجال الدولة والفلك الدائر حولهم، وهذا ما جعله ضيف دائم لدى ''أمن الدولة''، كما تعرض للاعتقال عام 1965 لمدة عامين.
اشتهر بنقده الساخر واللاذع، ومهاجمته التي فسرت على أساس طائفي، واشتدت هجمته على سياسة الدولة بعد اتفاقية السلام والمعاهدة المصرية الإسرائيلية نهاية السبعينات، والتي هاجمها تيارات فكرية وسياسية كثيرة وقتها، ووصلت المرحلة لنهاية مسدودة بـ''اعتقالات سبتمبر 1981''، وسبقها نفي ''شنودة الثالث - بابا الإسكندرية'' ، وهو ما أوصل الاحتقان الطائفي في البلاد لذروته، ووقتها دخل المعتقل وأفرج عنه عام 1982، ومنع من الخطابة في مسجده بحدائق القبة.
على الناحية الدينية، أثرى ''الشيخ كشك'' المكتبة الإسلامية بـ108 مؤلفا في مناحي التربية على النهج الإسلامي بمفاهيم مبسطة، وكانت أشهر مؤلفاته مجلدات ''في رحاب التفسير'' لتفسير وعرض الجوانب الدعوية في القرآن الكريم.
توفى الشيخ ''عبد الحميد كشك'' في السادس من ديسمبر 1996، بعد حياة مليئة بالهجوم والهجوم عليه، ونقد مستمر لممارسات أمن الدولة، ووصف للظلم الواقع بداخلها قائلا: ''الظلم تسعة أعشاره عندنا في السجون، والعشر الباقي يجوب العالم كله، فإذا جاء الليل بات عندنا''.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق